RSS

هي والمطر

حرص جميع اصدقائها على الحضور لمشاركتها تلك اللحظات الهامه في عمرها ..
فاليوم عيد ميلادها وكم كانت شارده رغم تظاهرها بالفرح والسعاده حينما اطفئت شموعها بعدما اسرت بأمنيتها في نفسها ..
وكم اسعدها ان احدا لم يلاحظ ما يدور بخلدها في تلك اللحظات بالذات.. فهي برغم هدوءها وملامحها الطفوليه البريئه وتلك الابتسامه الجميله التي لاتكاد تفارق مبسمها الا انها كانت تخفي بداخلها الام وهموم تقلق منامها وتشغل دوما فكرها ...
لكنها حاولت الاستمتاع بتلك اللحظات قدر الامكان وظلت كفراشه تتنقل بين الزهور فترقص تارة وتصفق اخرى حتى انهكها التعب جلست بالقرب من النافذه لتستريح فلمحت قطرات المطر تنساب برقة على الزجاج وكم اسعدها انه لم يتركها في ذلك اليوم فقد اتى ليرثي معها عام مضى بما فيه من ذكريات ويبارك عامها الجديد ..
نعم .. فهي تعشق المطر بل انها تراه شبيهها وجزء منها بل والمكمل لها فهو بالنسبة لها مقيد في سماءه بانتظار الشتاء ليسامر الريح ويناجي كل عاشق فيطفئ نيرانه ويغسل عنه احزانه وينهمر مع دموعه في لحظات عشقه وجنونه بل وثورته .........
ااااااااااه كم تتمنى لو تترك الجميع وتركض وحدها لتحتفل معه في صمت وتمارس طقوس الميلاد الجديد تحت قطراته الطاهرة فينبعث من داخلها حلم وليد يصرخ في وجه هذا العالم القاسي ..
انحدرت من عينيها دمعه تفوقت في حرارتها على برودة الشتاء ..
فزاد انهمار المطر وعلا طرقه على الحاجز الزجاجي وكأنه يريد ان يحطمه ليتحد مع تلك الدمعه اللامعه على خدها ليطفئ لهيبها فهو يشعر بها ويعلم ما يحمله هذا اليوم من ذكريات فقد كان معها دوما في اهم لحظات حياتها ..
خرجت من صدرها زفرة حارة وهي تذكر تلك الايام برغم مرور اعوام ثلاثه الا انها تراها وكأنها حدثت بالامس....
كان يعلم ان نهايته اقتربت وكم تمنى لو انه استطاع ان يشوه صورته لديها كي لاترتبط به اكثر فيصعب عليها فراقه ونسيانه ولكن محاولاته كانت دوما تبوء بالفشل فيعود لها طفلا باكيا يرجو القرب من حضن امه لينهل من حنانها فتكون المعين له على قسوة ايامه الباقية ..
هكذا كان كلما حاول الابتعاد ازداد ارتباطه بها وتعلقه بها اكثر واكثر فاصبح هو ماؤها وهي هواءه لم يجرؤ يوما ان يصارحها بالحقيقه فقد كانت تختفي الامه بمجرد رؤيتها ..
وبرغم حبها له وقلقها وخوفها عليه لم تستطع ان تكتشف تلك المعاناة التى كان يمر بها والتى كانت تزداد يوما بعد يوم ..
كم عاتبت نفسها ولامتها لغفلتها وعدم اكتشافها هذا الامر الا بعد فوات الاوان ... وهنا تذكرت كلماته التى ظل يرددها مع انفاسه المتلاحقه وهى تكحل عينيها برؤيته للمرة الاخيرة قبل ان يودعها ويفارقها للابد فقد اخذ عليها وعدا بأن تبدا من جديد ولا تتعثر في ذكريات مضت فقال لها "الحب نهر متجدد من العطاء لا ينفد عند فقدان الحبيب بل يظل يعطى باستمرار ". ربت على كتفيها برفق وقال اتمنى لكي عاما سعيدا ..
افاقت من ذكرياتها فإذا بزميلها ينظر لها بابتسامته المعهوده وبيده علبة صغيره من القطيفة الحمراء تذكرت انها ذات العلبه لقد ظل محتفظا بها من العام الماضي واستطرد قائلا لن امل انتظارك ..
فارجو ان تقبلي مني هديتي المتواضعه أو احتفظ بها للعام القادم ..
ابتسمت له وأخذتها ..
نظرت من نافذتها فإذا بالمطر يترفق بزجاج النافذه وكأنه اطمأن عليها وقرر ان يتركها بين يدي هذا الرجل فظلت عيناها معلقه بالنافذه ثم لم تلبث ان جذبته من يده واسرعت لتلحق بقطرات المطر قبل ان تتوقف ونظرت للسماء وجعلت المطر يتساقط على وجهها فشعرت وكأنها تولد من جديد.

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

2 همسـاتكم:

ياسر يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صعب جدا انك تكون بتنزف
من جواك وتحاول كتمانة
تحزن وتبكي وتتالم بصمت
وتتضحك داخل قناع لاسعاد
من بجوارك من الناس
ولاا تحسبنا رقصي بينكم
فرحا فالطائر يرقص مذبوحا
من شدة اللام
تحياتي سيدتي

حبيبـــــــة القمـــــر يقول...

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلامك جميل يا ياسر باين عليك مريت بحاجات كتير لأنك فاهم كويس انا بقصد ايه بالقصه
ربنا يديم تواجدك الجميل